عذاب الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

عذاب الحب

عذاب الحب

 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رسالة من تائبة

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
زينه
مشرف
مشرف
زينه


انثى
عدد الرسائل : 231
العمر : 40
اعلام الدول : رسالة من تائبة 3dflagsdotcom_alger_2fawm
المهنة : رسالة من تائبة Khayya10
الهواية : رسالة من تائبة Swimmi10
عارضة الطاقة :
رسالة من تائبة Left_bar_bleue50 / 10050 / 100رسالة من تائبة Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 12/05/2008

رسالة من تائبة Empty
مُساهمةموضوع: رسالة من تائبة   رسالة من تائبة Icon_minitimeالأحد مايو 18, 2008 1:37 pm

سمع محمد من عمه الشيخ إبراهيم حديث السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم يوم تقترب الشمس من أعناق الناس ميلا في جامع البلدة الكبير في درسه اليومي بعد العصر ، و يومها حمد الله أنه سيكون واحد من هذه الفئات السبع ، فهو نشأ في طاعة الله .
ولكن لم يدر بخلده أنه بعد ربع قرن من الزمان ، سيبتلى ابتلاء عظيما ليدخل في فئة ثانيا أيضا من هذه الفئات السبع ، فقد مضى يجوب محطات الزمان ، سنة وراء سنة ، و عاما بعد عام ، وهو يمسك بحبل الله المتين ، وكان طاهرا نقيا ، حتى في نظرات عينه ، فالشيطان لم يجلس معه في جلسة مع أية أنثى ، لأنه لا يقترب الخلوة مع أى امرأة أجنبية ، و لا يذكر خلال فترة زواجه التي مضى عليها ما يقرب من خمسة عشر عاما أنه عاود النظر إلى أى وجه يحرم الله عليه النظر إليه ، إلى أن ساقته يد الأقدار الحكيمة ، إلى تلك المدينة التي تحتضن المحيط الأطلنطي ، حيث يطل ذلك القصر بأسواره العالية ، وحيث البوابة الفخمة التي لايجتازها أحد بدون التحدث إلى هاتف الباب الخارجي وعندما يسمع الحارس من الداخل يجيبه ، إما بالدخول أو الإنصراف ، بعد مشاهدته على الشاشة الداخلية .
داخل القصر من أوسع أبوابه ، حيث إنه لم يفلح أى من الفنيين الذين أرسلهم المهندس محمد لإصلاح العطل الكهربائي في القصر فطلبته بنت سيدة القصر وخصته بالاسم وقالت لأحد خدامها : سيد ، اتصل بالمهندس محمد المدير الفني للشركة الدولية ، و اطلب منه أن يحضر بنفسه الساعة خمسة مساء .
وقبل الموعد بمدة كافية ، بدأ يستعد مهندسنا لهذه المهمة وعلى غير عادته فقد أخبر زوجته سمية بالأمر .
شعور غريب انتابه جعله يخبر زوجته بالأمر ، ربما لأنه هذه أول مرة منذ التحق بالعمل في هذه البلاد ، يطلب من العمل داخل أحد القصور العالية ، حيث تعيش إحدى العائلات التي بسعد الآلاف لو اقتربوا منها ، لكنه ليس كهؤلاء الآلاف . إذا لماذا أخبر سمية زوجته الوافية بهذا الأمر ، ربما بالحاسة السادسة كما يقولون شعر بأن أمرا عظيما سيحدث له .
وودعدته سمية بابتسام ودعاء ـــ ربنا يحفظك ويحميك ، ونأمل أن لاتنسى أننا على موعد لزيارة دار أبي خالد بعد صلاة العشاء وسيكون أنا و الأولاد في إنتظارك .
وانطلق المهندس بسيارته باتجاه القصر ، وكان شعوره مزيجا من الرهبة و الاعتزاز والرغبة والأنفة ، و فجأة كاد يتوقف عندما برز أمامه هذا السؤال ـــ لماذا خصتني بنت السيد أنا بالذات ؟ ترى لأن الفنيين فشلوا في إصلاح العطل ، أم أن في الأمر شيئا مازال خفيا .. وماذا سيكون من أسرار .. لا ، لا فالأمر طبيعي ولتطرد عنك الهواجس ..و أخيرا وصل للبوابة الشرقية لهذا الحصن ، ووجد حارسا أسود طويل في إنتظاره ، وبابتسامة تحمل بعض المعاني قال له : تفضل ياباشمهندس من البوابة الخاصة في الجانب الآخر .
ـــ وهل العطل في ذلك الجانب ؟
ـــ لا أدري .. وإنما هذه هي التعليمات .
ـــ تعليمات من ؟
ـــ تعليمات السيدة الصغيرة .
ولقد كانت السيدة الصغيرة امرأة في العشرين من عمرها مستهترة طائشة لاتعرف من الحياة إلا المتعة الحرام والسهر والشرب والأصدقاء والصديقات ، لم تكن بارعة الحسن ، ولكنها كانت جميلة وكان يزيدها فتنة ملابسها التي تحضر لها من أرقى بيوت الأزياء الفرنسية و الإيطالية ، وعطورها التي تشتريها خلال رحلاتها إلى باريس و جينيف و لندن ، وكانت ثقنها بفتننها على الرجال لا توصف ، فلا تظن أن أحد يصمد أمامها ، فإن لم تصرعه بضحكتها و ميوعتها و ملابسها ، فإنها سترهبه بمركزها الاجتماعي وخدمها الذين ورثتهم عن أبيها الذي توفي منذ ثلاث سنوات ، وعن زوجها الذي مات بطريقة غامضة بأحدى الملاهي الليلية في نابولي دون أن تنجب منه خلال سنتين من زواجها ، ومن يومها مضت تعيث في شرق الأرض وغربها الفساد ، و لا تعرف من الدنيا إلا إرواء الشهوات الآثمة بكل وسيلة ، فما إن سمعت بطهر هذا الشاب وعفته حتى قالت لوصيفتها : ما رأيك بجمالي و أنوثتي ؟ كم تظنين محمدا هذا يستحمل بين يدي .. جلسة أو جلستين ؟ .
فقالت وصيفتها بسرعة : يا سيدتي مالك وماله ، إنه يعيش لزوجته وولده ، بالله عليك دعيه ، ويكفيك ماهر وزيد وسعيد وكل الرفاق ـــ فنظرت الخبيثة إلى الوصيفة وقالت : لا ، لا ، هذا شئ آخر .. ومذاقه يختلف سأجرب حظي معه ، و أنا متأكدة أنه سينسى كل شئ .. ماذا يريد ؟ مالا ـــ سأعطيه .. جمالا و أنوثة .. سأستسلم له ، وإلا فسيرى وجهي الآخر .
وسلمت لها الوصيفة فرحانة وقالت : الأمر لك أولا وأخيرا .
وتحول المهندس محمد إلى البوابة الشرقية التي لايدخل منها إلا المقربون من السيدة الصغيرة ـــ وهناك من ينحني له ويستقبله بكل الترحيب والتكريم ، فتمتم محمد في نفسه وقال : أستغفر الله ، ثم سأل أين العطل الكهربائي ؟ فأنا مهندس الشركة ، وقاده خادم يلبس بدلة فاخرة إلى داخل صالة حيث وجد امرأة تنتظره يبدو أنها من خدم السيدة الصغيرة أيضا ـــ فقال لها : أنا مهندس الشركة .. أين العطل الكهربائي . فمضت به إلى داخل القصر تتقدمه بكل رشاقة ، فاستعاذ بالله وغض بصره .. ولسان حاله يردد يامعين ، ثم توقفت الخادمة ، وأشارت إلى ممر مضاء ، وقالت له : عملك ياسيدي سيكون بنهاية هذا الممر فاستعان بالله ، ومضى حتى وصل نهاية الممر ، حيث ظن أنه سيجد المكان معتما ، وسيقوم بإصلاح العطل الكهربائي ولكنه وجد فجأة أمام حمام سباحة مضاء بأنوار تأخذ بالألباب قبل العيون ، ونافورة يزينها ألوان من الإنارة ساحرة . على أنغام موسيقى لم يسمعها طيلة حياته وهم بالرجوع ، وعندها سمع صوت امرأة تدعوه من خلف ستارة شفافة زهرية اللون ، وترتدي لباس سباحة ، لايكاد يستر شيئا من جسدها الذي يشتهي كل المحرمات الفاجرة .
أقبل ـــ أقبل .. تفضل عندي .. إني بانتظارك يافارس الأحلام .
وما كاد محمد يسمع صوتها ويراها حتى تذكر امرأة العزيز ، وتذكر يوسف عليه السلام .. فقال بكل خشوع : معاذ الله وقفل راجعا لايلوي على شئ ، وهو يسمع ضحكاتها تلاحقه : ستعود المرة القادمة ، وسترى من ينتصر أنا أم أنت .
وانطلق محمد كالسهم إلى منزله ، إلى منزله ، وقص على زوجته ماحدث وطلب منها النصيحة والمشورة ، ثم قرر أن يعود إلى بلده على طائرة الغد فالرزق موجود في البلاد الفقيرة والبلاد الغنية ، ومال الدنيا كله لايساوي السقوط في حمأة الرذيلة .
وبعد عام استلم محمد رسالة من المحامي الكبير عبد العزيز مشهور يستدعيه على عجل إلى مكتبه في العاصمة فقال محمد : اللهم اجعله خيرا .. مالي والمحامين . وانطلق مع قطار الفجر الذي يمر بقريته متجها إلى العاصمة ، وطافت به الأفكار في كل واد .. هل أقام عليه أحد عملائه دعوى ، ولكن عملاءه من البسطاء الذين لايطمعون في الوصول إلى هذا المحامي الكبير .. أم أن هذا المحامي يريد أن ينشئ برجا سكنيا سياحيا ، ووقع اختياره على المهندس محمد الأشرف على إنارته ، لكن لماذا يختاره هو والعاصمة تعج بمئات المكاتب الهندسية .. لا ، لا ، هذا أمر بعيد إذا هناك احتمال أخير فقد تكون شركته التي عمل فيها في ذلك البلد أرسلت له مكافأة نهاية خدمته حيث سافر ولم يستلمها .. نعم هذا إحتمال معقول .. حقا إن الدنيا مازالت بخير ، والمبلغ على قلته يساعد في إكمال المنزل الذي يبنيه .
ووصل القطار أخيرا إلى العاصمة ، حيث مكتب المحامي الكبير الذي خف لإستقباله عندما علم بوصوله مرحبا ..
ـــ خيرا يا أستاذ عبد العزيز
ـــ كل خير إن شاء الله ، فقد وصلتك رسالة من السيدة كبيرة تقيم في لندن ياباشمهندس .
ـــ ولكني لا أعرف سيدة هناك وأنا لم أصل إلى تلك البلاد البعيدة ياأستاذ .
ـــ أعرف ذلك .. وعندما ستقرأ الرسالة ستعرف كل شئ .
وفتح الرسالة بسرعة وبدأ يلتهم سطورها .
سيدي الفاضل المهندس محمد :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما تصلك رسالتي سأكون في عالم الأموات ، فأنا أكتب إليك في أيامي الأخيرة من فراش الموت ، وأستحلفك بالله أن تستغفر الرحيم لي ، فمثلك من الأطهار لاترد لهم دعوة إن شاء الله ، خاصة وأنني تبت توبة نصوح ولكن أرجو ألا تكون توبتي بعد فوات الأوان ، فقد صارعت مرض السرطان في خلال شهور عديدة ، وأنفقت المال الكثير ، لكن دون جدوى .
سيدي الكريم
لقد حاولت منعك من السفر ، ولكن من كلفته بهذه المسئولية وسعى وراءك أصيب بالشلل بسبب حادث مروري ، بل أرسلت من يعيدك إلى من بلدك عنوة ولكن العصابة التي أنيطت بها هذا العمل ، سقطت بهم السيارة في ترعة قريتك ولعلك سمعت بالحادثة ـــ فأدركت عند ذلك أنك في حماية من هو أقوى مني وتذكرت عندها قوة العزيز الجبار ، فتبت وأقلعت عن ذنوبي ، وها أنذا أقضي أيامي الأخيرة . وقد سمعت أنه لا حق لي في الوصاية أكثر من الثلث ، فأنا أهبك وأوصي لك بثلث مالي .
الآن أشعر بالراحة رغم أصابع الموت تطبق على رقبتي . والسلام .
أختك التائبة
وانهمرت الدموع من عيني محمد وقال : يغفر الله لك وهو الغفور الرحيم



study
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حزب البنات
حزب البنات
حزب البنات
حزب البنات


انثى
عدد الرسائل : 212
العمر : 35
مزاج كل عضو : رسالة من تائبة Crzy-mood
الهواية : رسالة من تائبة Painti10
عارضة الطاقة :
رسالة من تائبة Left_bar_bleue50 / 10050 / 100رسالة من تائبة Right_bar_bleue

تاريخ التسجيل : 10/05/2008

رسالة من تائبة Empty
مُساهمةموضوع: رد: رسالة من تائبة   رسالة من تائبة Icon_minitimeالأحد مايو 18, 2008 2:53 pm

مشكورة اخت زينه على مواضيعك الجميلة ونتمنى المزيد
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رسالة من تائبة
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عذاب الحب :: المنتدي الاسلامى-
انتقل الى: