سعادة الإنسان
سأكون سعيدا ما تكون .. بسعادتك أسعد وبفرحك أفرح .. أبتسم لك عبر
غيوم أحزاني وجراحات قلبي التي تنسكب عليها دموعي ويعاودني البكاء بصمت وأنت عني بعيد ..رحلت برحيل عمري .. وأمنياتي .. وحملت سعادتي معك إلى المجهول .. غادرت دنياي بلا إذن مني ، وتريد الآن أن تعود ! .. أيها العائد في غفلة من الأيام .. وحياء من السنين .. هل تذكرت الأيام الخوالي وريعان الصبا و فورة الحنين .. أم عدت تحمل جسدا تليف قلبه وماتت مشاعره .. أخبرني عن رحيلك نحو الوهم الكبير .. ورحلة السراب إلى مستقبل مجهول .. تاركا ورائك حطاما وأشلاء .. بعد أن مزقت الوفاء و قتلت الحنين .
غمرتك الدنيا بالآمال الزائفة .. وصورت لك السعادة الواهية ، فتجاوزتك الأيام
ولم ترحمك .. فعدت تجر أذيال الهزيمة وتتجرع مرارة الحرمان ..
إلى ديارك التي عنها رحلت وأهلك الذين فيهم ترعرعت .
واليوم تقف مشدوها على أطلال الذكريات .. وفي قلبك سؤال كبير : أين كنت وأين أنت الآن .. فلا الأرض هي الأرض ولا الديار تلك الديار .. رحلت فرحلوا عنك .. وهجرت فكنت الخاسر ،
أنت ..خلفك الزمان وراءه .. وحملك آفاته .. مسكين أيها الإنسان .. مسكين ..ابكي على أيام مضت وليال خلت ولحظات لن تعود ..
وفي ذهولك وأنت أمام رسم لأحبة قد اندثر وآثار قد محتها الرياح .. وقد اقشعر جسمك وانحنى ظهرك وطعنتك الرماح من كل جانب .. يقترب منك قلب حنون و يلفك بضياء الأمل الحاني ويضمك بين جناحيه كقلب أم لطفل رضيع ..
لا تخف يا صغيري .. فستبقى الحبيب مهما عملت .. وستكون القريب
مهما جافيت ..عد إلى ديارك .. وصباك .. وموطنك .. أيها الحياة العذبة في صحراء الفراق ... فطالما اشتقنا إليك ...