--------------------------------------------------------------------------------
حنان الأم والتغذية السليمة والنظافة الشخصية والاحساس بالأمان أهم طرق الوقاية من اكتئاب :
الكلام والسلوك غير المألوف والضحك والبكاء
بدون سبب أهم أعراض مرض الفصام
رفض الظلام وارتباك الكلام ورفض الذهاب للمدرسة أهم أعراض مرض الخوف
لبنى شعلان :
13% من أطفال العالم مصابون بالاكتئاب، و3.4% مصابون بالفصام، هذا ما اكدته احدث الدراسات المهتمة بصحة الطفل النفسية وترجع مشكلة اضطرابات الأطفال النفسية الى انهم غير قادرين على وصف ما يشعرون به.. فماذا عن طفلك أنت؟!
المناخ الاسرى التربوى الذى ينشأ فيه الطفل هو الخلفية المؤثرة والفعالة في اعداد الطفل اعدادا نفسيا سليما من حيث تلبية احتياجاته الاساسية من التغذية والنظافة وتنمية قدراته الفكرية والعقلية بالاضافة الى تلبية احتياجاته من الحب والحنان والامان، حيث يرى دكتور يسري عبدالمحسن الاستشاري الأمراض النفسية والعصبية ان الاطفال هم بالفعل الأكثر عرضة للاصابة بالاضطرابات النفسية، خاصة أنهم لايستطيعون التعبير عن افكارهم أو مشاعرهم أو مخاوفهم أو قلقهم ولان الاطفال ايضا ضعاف وينقصهم الكثير من القدرة على استيعاب امور الحياة او القدرة على التفاعل مع هذه الامور المختلفة والمتغيرة فأهم امراض اضطرابات النفسية التي يمكن ان تصيب الاطفال هي الاكتئاب والخوف والفصام وفقدان التركيز والانتباه مع اضطراب في النشاط الحركى بالاضافة الى بعض الاضطرابات النفسية والتى تأتي في صورة امراض متفرقة منفصلة دون ان تجتمع هذه الاعراض في صورة امراض معروفة.
ويعتبر الاكتئاب من اشهر الامراض التي قد تصيب الاطفال وهو عادة ما يكون مصحوبا بالعديد من الامراض فالطفل عندما يكتئب لايبكى دائما بل ينعزل ويرفض الجلوس مع اسرته أو يبتعد عن اللعب مع اصدقائه او ينطوى ويتمسك بامه أو احد افراد اسرته بشكل غير منطقى وليس له مبرر أو قدينفرط الطفل في نوبات بكاء بلا سبب وقد تنتابه نوبات فزع اثناء الليل في صورة كوابيس، وقد يصاحب اكتئاب الطفل بعض امراض القلق النفسى في نسبة كبيرة من الحالات ويظهر الاكتئاب مع القلق في صورة توتر وغضب عند الطفل مع حركة زائدة واضطراب في نومه وفقدان للشهية واحساس دائم بالاحتياج الى الاب والام والخوف من ان يصبح وحيدا بعيدا عنهم وقد يصاحب الاكتئاب ايضا بعض الاعراض الجسميةمثل التبول اللاارادى اثناء النوم أو تكرار الشكوى من الم في جسمه أو صداع أو مغص أو ارتباك في الجهاز الهضمى في صورة اسهال متكرر.
ومن الأوراق الشهيرة عند الاطفال وعن الخوف، فالطفل قد يخاف من الظلام بصورة لم يكن يتعود عليها من قبل او قد يخاف من حشرات بسيطة لايخاف منها في الحالات الطبيعية، وقد يخاف من العقاب بلا مبرر فيصاب بالارتباك في الحديث عند مواجهة اى شخص كبير أو قد يخاف من الخروج من المنزل والطفل في هذه الحالة قد يرفض الذهاب الى المدرسة والخوف عند الاطفال شائع ومنتشر وغالبا ما ياتى بصورة تدريجية ويحتاج الى علاج حاسم وسريع.
هناك ايضا مرض الفصام والذي يأتي عند الاطفال في صورة اضطراب في السلوك فيقدم الطفل على بعض السلوكيات الشاذة غير المعروفة وغير المحسوبة و في نفس الوقت قد يهذى الطفل بكلمات غير مفهومة وغير معروفة وقد يتمسك الطفل بأشياء تافهة لا تمت للالعاب أو أدوات التسلية بصلة كان يتمسك الطفل بفرد من افراد اسرته بصورة مرضية وقد تتولد عند الطفل احاسيس تجاه الكثيرمن الأشياء وقد تصدر بعض التفاعلات الوجدانية غير المتناسقة كأن يضحك أو يبكى دون سبب مع رفضه للطعام واضطراب ساعات نومه.
ويوضح عبدالمحسن أعراض مرض فقدان الانتباه والتركيز مع اضطراب النشاط، وفى هذا المرض تلاحظ الاسرة على الطفل وجود نوبات متكررة من عدم التركيز في الدراسة وتشتت الانتباه وسرحان مع زيادة غير معقولة في نشاطه الحركى قد تصل الى درجة تحطيم الاشياء من حوله وهناك حالات اخرى يصاحب فيها عدم التركيز وتشتت الانتباه أعراض الخمول والكسل وعدم الحركة وفى كلتا الحالتين يجب الاسراع في العلاج لان المضاعفات خطيرة.
و يمكن ان نقى الاطفال من الاصابة بأمراض الاضطرابات النفسية من خلال توفير مجموعة من الاحتياجات الاساسية والتى منها احتياج التغذية والرضاعة لانهما مهمان جدا لنمو الجهاز العصبى والنفسى ثم احتياج الاحساس بالحب، حيث إن أهم مصادر الحب والحنان هى الام ويعتبر وقت تناول الطعام هو فرصة مهمة جدا للام لحدوث الالتقاء الروحى والعاطفى مع الطفل فيشعر بحبها وحنانها وفى هذا الوقت يجب على الام ان تتحاور وتتجاوب مع طفلها لخلق جسور من المحبة والصداقة كما ان هناك ايضا الاحتياج الى النظافة في حالات التبول او التبرز مع ضرورة احساسه الدائم بنظافته الشخصية والتى يشعر من خلالها بالاسترخاء والراحة النفسية ويجب ألا تقتصر النظافة فقط على الطفل بل يجب ان تمتد ايضا الى باقى افراد اسرته حتى لايشم روائح كريهة تثير حالته النفسية وتسبب له الغضب والتوتر علاوة على ذلك فالطفل يحتاج الى شىء ينمى قدراته الفكرية والعقلية ويطور فيها موهبته وملكاته مثل ادوات التسلية والالعاب التى تتناسب مع عمره مع ضرورة توفير مكان اللعب مع وجود من يشاركه في اللعب سواء من نفس سنه اواكبر منه بالاضافة الى احتياج الطفل الى الاحساس بالامان وهذا الاحتياج مهم جدا
كما يمكن تحقيق الاحساس بالامان للطفل من خلال الاستقرار العائلى وشعور الطفل بالوفاق بين الابوين وبين بقية افراد الاسرة كلها لان الطفل يستشعر الخلافات الاسرية منذ ايامه الاولى ويمكن تحقيق الاحساس بالامان ايضا من خلال اطمئنان الطفل لوجود امه بجواره خصوصا في الاوقات التى يشكو فيها أو يتألم وأمان الطفل يأتي ايضا من خلال عدم تركه مع شخص غريب عليه لفترة طويلة يشعر خلالها انه مهمل من اسرته فالاهمال يؤثر على كيان الطفل ويشعره بالظلم الذى يؤدى به الى حالة من الكآبة والتوتر النفسي.