!؟
سيريْ زورقةَ البحرِ لا تصِليْ فالوصولُ قبلَ الغرقِ انتحار!!
شرِّعي النوافذَ للهواءِ الصامت، واسبقي الضوءَ حيثُ لحدُ النمطِقِ ونقطة الدوار!!
كم أتوقُ لبلوغِ تلك القطعةِ التي تحملُ في أحشائها الشّهقةَ الأعظم والمباغتاتِ والإعصار!؟
كم يروقُني التحرُشُ بالطرقِ الوحيدةِ والتطفلُ على ما تبقّى من غبارِ الترحال! فلا تغضّي الطرفَ مركبتي، كلُّ طريقٍ تضُمُ بين ذراعيها أقدار!
تهواني الحياةُ مُذ أعطيتُها الظهرَ وأهديتُها قمامةَ النفسِ وفتاتَها وأوهمتُها بالانتصار، تهواني مُذ لعبنا وتسامَرنا كما تُحبّ، مازحتُها على الطريقِ الجليدية وعلّمتُها كيفَ التنحّي جانبا متى رأتْكِ مركبتي، فأريها أنَكِ منها في القيادة، لا تُبقي على مستحيلٍ واحد، فأنتِ خُلِقتِ للخَرقِ فقط
"الخَرقُ بلا أعذار"!؟!
لم العُذرُ ما دامت النارُ للجَليد والجليدُ للنار؟؟
لا عُذرَ وقد تجاوزتِ فتجاوزْت استهنتِ فاستهنْت والحِكايةُ كلُّ الحكايةِ
تشابه أدوار...
أتعرفين :
ربما عليكِ أن تغيِّري الخط، كلٌّ يعيدُ النظرَ في مكانِه ها هو نِصفُ الربيعِ والشتاءُ قابِع، الجنينُ يُنازعُ الموتَ قبلَ المخاض، والفتياتُ يمشينَ عُراة والفتيانُ يُفاخرونَ بالثوبِ الفضفاض، لتأتي حضرَتُكِ شاكيةً سيرَ المراكبِ بلا أوراق، والبردُ يقتُلُ الأطفالَ ويأكلُ الأشجار؟!؟
ماذا دهاكِ، "مدعاةَ قهري وسُخريَتي"؟
فالذَنبُ نصف الذنبِ مركبةٌ بكثرةِ ما مَنَحتِها شَكَرَتكِ، لشدّةِ ما أمتَعتِها نبَذتكِ، لطولِ ما أسرتِها عتَقَتكِ، صَفَحَت كم صَفَحتْ وتُحذُّركِ من تأنيبِها، فكلُّ معاني الاعتذار صارتْ لاغية، وجرمٌ أكبرُ جرمٍ بِحقِّك ..
::: "لحظةُ انتظار".....