فراسة وشجاعة سيدنا علي بن ابي طالب
--------------------------------------------------------------------------------
قصة سيدناعلي رضي الله عنه مع عمر ابن ود العامري
قفز عمر ابن ود العامري مخترقاً الخندق واخذ يصول ويجول في ساحة الحرب وينادي :
ولقد بححتُ من النداء في جمعكم ... هل من مبارز
فرأى الرسول(ص) ان الصفوف بدات تتقهقر الى الوراء الا الامام علي(ع) وكان اصغر الجنود سناً ، فقال النبي(ص) ايكم يبرز الى عمر وانا اضمن له الجنة فلم يقم احد سوى الامام علي(ع) ،
ونادى الرسول(ص) مرة اخرى ايكم يبرز الى عمر وانا اضمن له الجنة .. فقام الامام علي(ع)
فكررها الرسول(ص) ثالثاً فقام الامام علي(ع) قائلاً انا له يا رسول الله
فقال الرسول(ص) يا علي انه عمر !!!
ورد الامام علي(ع) : وانا علي يا رسول الله !!!!!
وتقدم الامام علي(ع) راجلاً الى عمر منادياً :
لا تعجلن فقد اتاك ... مجيب صوتك غير عاجز
اني لارجوا ان اقيم ...عليك نائحة الجنائز
من ضربة نجـــلاء ... يبقى ذكرها عند الهزائز
وقال النبي(ص) حينها: قد برز الايمان كله الى الشرك كله ...
فقال عمر لعلي : من انت ؟... وهو يعرفه من هو !!!
قال الامام(ع) : انا علي ابن ابي طالب
قال عمر وقد اهابه مجئ الامام علي على صغر سنه: اما خاف عليك ابن عمك ان اختطفك بسيفي فأجعلك لا للسماء ولا للارض؟
قال الامام(ع) : قد علم ابن عمي بذلك .
قال عمر وقد بدأت علامات الجزع تراوده : قد كانت لي صحبة مع ابيك ابو طالب وكان صديقي في الجاهلية وانا اكره قتالك !!!
رد الامام(ع) : ولكني احب قتالك !!!
ومن ثم قال الامام علي(ع) لعمر: من المعروف انك يا عمر كنت معلقاً باستار الكعبة في الجاهلية وقلت ما طلب مني احداً ثلاثاً الا ولبيت له واحدة ، وانا اطلب منك ان تقول : اشهد ان لا اله الا الله وان محمداً رسول الله
فرد عمر : دعها عني فان حفر الابار بالابر اخف علىّ من هذه الكلمة
فقال الامام علي(ع): ارجع وارجع جيشك معك على ما جئت تقاتلنا فنحن ندعوا الناس الى الله فمن شاء ومن شاء فاليكفر .
فرفض هذا الرأى عمر
وقال الامام(ع) : يا عمر انت فارس وانا راجل فانزل من على ظهر جوادك الى الارض .
فقال عمر: يا علي ما ضننت احداً من العرب ان يطلبها مني ، ونزل عمر وضرب ارجل الجواد بالسيف فقطعها خشية ان يركبها بعد موته من الابطال فيكو عليه عاراً بذلك ( وهذا دليل على خوفه من الامام علي(ع) على صغر سنه حيث فقد احتمال بقاءه فقطع ارجل فرسه لكيلا يركبها غيره ) .
وبعدها التقيا المتحاربين وقامت بينهما الحرب وانتهت المعركة بضربتان ، ضربة من عمر شقت المغفر ووصلت الى رأس الامام علي(ع) ، وضربة من الامام علي(ع) على فخذ عمر فقطعها وجلس على صدره وسمع المسلمون تكبير الامام علي(ع) ...
وما انجلت الغبرة الا والامام علي(ع) جالساً على صدر عمر ، فاستبطأ الامام علي(ع) قتل عمر ، فقال احد المسلمين للرسول(ص) : قل لعلي ان يعجل على عمر ،،،
فقال النبي(ص): هو اعرف بموقفه ،،،
وبعد فترة وجيزة قطع الامام(ع) رأس عمر وجاء الى الرسول(ص)
فسأله الرسول(ص) : لماذا تباطئت عن قتله ؟
فرد الامام(ع): لانه بصق في وجهي وشتمني وما اردت ان اقطع رأسه تشفياً لقيضي ، وانما احببت ان يسكن الغضب عني فاقطع رأسه قربة الى الله خالصة ...
فقال النبي صلى الله عليه واله وسلم : ان ضربة علي هذه خير من عمل الثقلين الى يوم القيامة .!!!
ما يستفاد من القصة بحدود رأيي القصير :
1- طاعة الرسول صلى الله عليه واله وتلبية حوائجه لأي امر يريده ، وهذا الامر قرره الامام علي عليه السلام بقيامه لما يريده الرسول(ص) .
2- الشجاعة تبرز اذا تمت مواجهة الظلم بحزم وان كانت القوة صغيرة ضد الظلم الاكبر ، وهو ما فعله الامام علي(ع) وهو صغير وواجه ظلم عمر وهو قوي في حجمه فضلاً عن شجاعته والذي كان يُعد بالف فارس .
3- ان قوة الرجل الظالم هي اوهن من بيت العنكبوت ولكنه يتفاخر بنفسه لظلمه بلسانه وبسطوته او بجثته الكبيرة او بخوف الناس منه دون البحث في قوته الحقيقية .
4- خوف الشرك من الايمان حيث الايمان قوته من الله ولله وقوة الشرك وان كانت من الله فهي ليست لله وانما للنفس الامارة بالسوء ، وبان ذلك عندما احتج عمر لعلي بعدم مقاتلته لانه يعلم من هو ايمان علي ، وبعد ان باءت حججه بالفشل قطع ارجل فرسه لكيلا يركبها احد بعده وكبف ظن انه لن يعيش بعد المبارزة وهو سيبارز ولد صغيرا في السن وهو يُعد بالف فارس الا انه خشى وخاف من الامام علي عليه السلام .
5- ان اعمالنا الحسنة يجب ان تكون لله خالصة دون ان ندخل معه شريك كالنفس او الرفعة عند الناس وهذا ان كنا نرجوا منه تعالى الرفعة والميزان المثقل بالحسنات، وهذا ما فعله الامام علي(ع) حيث لم يقطع رأس عمر تشفياً لغيضه وانما قطعه حين سكن غضبه ليجعلها لله خالصة دون شريك وهو النفس .
6- ان عمل واحد للامام علي عليه السلام وهو قتل عمر خير من عمل الجنة والانس( الثقلين) الى يوم القيامة فكيف بأعماله كلها ؟؟؟ ، وقالها الذي لا ينطق عن الهوى وانما هو وحي يوحى أي عن الله تعالى ...
ولو ان عبداً اتى بالصالحاتِ غداً ... وود كل نبي مرسل وولي
وعاش ما عاش الاف مؤلفة ... خلواً من الذنب معصوماً من الزللِ
وطار في الجو لا يأوى الى كلل ... وغاص في البحر لا يأمن من البللِ
وصام صواماً بلا ضجرٍ ... وحج البيت حافيٍ غير منتعلِ
فكل ذلك يوم الحشر لا تنفعه ... الا بحب امير المؤمنين علي
اللهم مصلى على سيدنا محمد وبارك علية
السبت نوفمبر 15, 2008 6:12 pm