*** الجريئة *** نائب المدير
عدد الرسائل : 310 العمر : 40 اعلام الدول : مزاج كل عضو : المهنة : الهواية : عارضة الطاقة : تاريخ التسجيل : 11/05/2008
| موضوع: هل ستضيع حياتك هكذا........ الإثنين ديسمبر 08, 2008 12:43 pm | |
| هناك قصة مشهورة في الأدب الفرنسي اعتمدت على واقعة حقيقية حدثت في باريس قبل فترة طويلة.. ورغم أنني لم أعد أذكر الأسماء والتفاصيل إلا أنني أذكر المغزى والمفارقة.. وبالتالي إليكم القصة مع إعادة الصياغة:
كانت هناك شابة جميلة تدعى (صوفي)، ورسام صغير يدعى (باتريك) نشآ في إحدى البلدات الصغيرة.. وكان (باتريك) يملك موهبة كبيرة في الرسم بحيث توقع له الجميع مستقبلاً مشرقاً ونصحوه بالذهاب إلى باريس. وحين بلغ العشرين تزوج صوفي الجميلة وقررا الذهاب سوياً إلى عاصمة النور.. وكان هدفهما واضحاً من البداية حيث سيصبح (هو) رساماً عظيماً (وهي) كاتبة مشهورة.
وفي باريس سكنا في شقة جميلة وبدءا يحققان أهدافهما بمرور الأيام.. وفي الحي الذي سكنا فيه تعرفت (صوفي) على سيدة ثرية لطيفة المعشر، وذات يوم طلبت منها استعارة عقد لؤلؤ غالي الثمن لحضور زفاف في بلدتها القديمة. ووافقت السيدة الثرية وأعطتها العقد وهي توصيها بالمحافظة عليه، ولكن صوفي اكتشفت ضياع العقد بعد عودتهما للشقة فأخذت تجهش بالبكاء فيما انهار (باتريك) من أثر الصدمة..
وبعد مراجعة كافة الخيارات قررا شراء عقد جديد للسيدة الثرية يملك نفس الشكل والمواصفات؛ ولتحقيق هذا الهدف باعا كل ما يملكان واستدانا مبلغاً كبيراً بفوائد فاحشة، وبسرعة اشتريا عقداً مطابقاً وأعاداه للسيدة التي لم تشك مطلقا في أنه عقدها القديم، غير أن الدين كان كبيراً والفوائد تتضاعف باستمرار فتركا شقتهما الجميلة وانتقلا إلى غرفة حقيرة في حي قذر، ولتسديد ما عليهما تخلت (صوفي) عن حلمها القديم وبدأت تعمل خادمة في البيوت، أما (باتريك) فترك الرسم وبدأ يشتغل حمالا في الميناء..
وظلا على هذه الحال خمسة وعشرين عاماً ماتت فيها الاحلام وضاع فيها الشباب وتلاشى فيها الطموح، وذات يوم ذهبت (صوفي) لشراء بعض الخضروات لسيدتها الجديدة وقدراً شاهدت جارتها القديمة فدار بينهما الحوار التالي:
-عفواً هل أنت (صوفي)؟ *نعم، من المدهش أن تعرفيني بعد كل هذه السنين!! -يا إلهي تبدين في حالة مزرية، ماذا حدث لك؟ ولماذا اختفيتما أنت وزوجك فجأة!؟ *أتذكرين يا سيدتي العقد الذي استعرته منك؟.. لقد ضاع مني فاشترينا لك عقداً جديداً بقرض ربوي ومازلنا نسدد قيمته.. -يا إلهي!! لماذا لم تخبريني يا عزيزتي.. لقد كان عقداً مقلداً لا يساوي خمس فرنكات!!
المغزى لا تضيّع حياتك بسبب حماقة غير مؤكدة | |
|